ولله الاسماء الحسني فادعوه بها

قرأت خبرا مفاده أن القيادي الإسلامي الجزائري المتشدّد علي بلحاج قد غيّر فجأة موقفه من مشروع المصالحة. ما شدّ انتباهي ليس الخبر و لا ردود الفعل التي أحدثها هذا التغيير في الموقف الذي قد يكون له صدي أجابي علي الساحة السياسية الجزائرية. ما لفت انتباهي هو إن علي بلحاج له أبن و أختار له ما تبارك من الأسماء أسم ’ عبد القهّار’. الاسم كما هوّ معلوم فيه أشارة إلي احد أسماء الله الحسناء و لست أدري لماذا هذا الاسم ذاته. هل هوّ أسم منذّر إذا ما علمنا أن أبن علي بلحاج قد التحق بتنظيم القاعدة أو أن علي بلحاج يعتبر نفسه بالتوكيل ’القهّار’؟

و أنا أقرأ الاسم ’عبد القهّار’ ارتابني شعور بالقلق و الحيرة و الاستنكار. كيف لله الرحمان الرحيم و العدل و اللطيف و الكريم و الغفور أن يكون قهّارا ؟ لقد راجعت قائمة أسماء الله الحسناء و رأيت أنّها تحتوي علي 8 أسماء علي الأقل لا يمكن أن تكون صفة من صفات الله. كيف يمكن أن يجمع الله بين صفات كلها تدعوا إلي السماحة ؤ الرحمة و الودّ و صفات لا تنمّ إلا على العنف والكره و الحقد و البغضاء ؟

كيف يمكن أن ندّعي أن الإسلام دين حنيف و دين رحمة ومودّة و سلم إذا كان رب هذا الدين جبّارا و متكبرّا و مذلّ و منتقم ؟ الأرجح هو إن هناك التباس و إن صفات الله هيّ أرفع و أسماء و أسمح من أن يكون الله مقيتا أو ضارّا. كيف يمكن أن يدعو الله عباده بأن يدعواه بأسمائه الحسناء في حين أن من بين أسماءه ما يبعث على التردّد. كيف يمكن أن نتوجّه لا لله و نقول: يا مقيت امقتهم أو يا منتقم انتقم منهم في حين أن سماحة الإسلام تدعو إلى طلب الغفران و الهداية و الرحمة...