الّي يحسب وحدو يفظلّو

يحكيو علي مملكة بعيدة. أطرافها مترامية. تجارتها مزدهرة و فلاحتها مثمرة. هالمملكة يحكمها ملك عادل و منصف لا يتصلّت على حد و ما يظلم من رعيتو حد. ربي رزقو ببنية وحيدة ولدتها أمها و ماتت عل النفاس. هل البنية وهبها ربي جمال يعطيو بيه المثل. زين خلاّب و قد يسحر و عين تذهب العقول. تقول قمرة ليلة اربعطاش. و لاكن علي قد ما كان زينها كبير علي قد ما كان عقلها ساذج. نهاية في الحماقة و الطستيكة البقري. الله غالب هذيكة حد الدنيا الواحد ما ينجمّش يجمع كل شيء في حياتو.

نهار من النهارات مات الملك فجئة. كارثة صارت فالمملكة. بلبلة كبيرة دخلت في البلاد و العباد. كيفاش باش يوليو أمرهم لملكة يعرف الداني و القاصر الي هيّ ما تفرّقش ما بين الغث و السمين ؟ الحاصل تعلنت حالة الطوارء و اجتمعو كبار المستشارين باش ينظرو في هل الأزمة الي هبطت عليهم هبوط القضاء. حلّلوّ، ناقشو، تشاورو و في الأخر خرجو بحل واحد لا بديل له.

اجتمعو بالملكة الجديدة و قالولها الي هما قرّرو بالأجماع و أنهم باش ينظمو مسابقة متاع ذكي و الي باش يفوز فيها باش يكون الزوج المناسب للملكة. جاوبتهم الملكة الي هي في مصلحة المملكة و مصلحة العباد تتقبل ها الشرط بصدر رحب.

من حينك خرج البرّاح يدور و يجوب في مدن و أرياف المملكة. اسمع يالي ما سمعتش الملكة مستعدّة باش تعرّس بأذكي واحد في البلاد. ألّي يري في نفسو مأهلات للمنصب ما عليه كان يقدم روحو و يتحول للقصر النهار الفلاني. من حينك تلمت الطامة و العامة و كل واحد يمني في روحو باش يولي ملك.

جاء النهار المشهود و تحولت للقصر الاف الحشود. حكماء و فلاسفة، طبّة و محامين، أساتذة و مهندسين، فلاّحة و موظفين، تجّار و عاطلين. كل واحد جاء يجرّب في حضّؤ لعلو يكون من الصايبين. دخلو الواحد ورى الأخر يجربو في حضهم و خرجو الكلهم يجرّو في ساقيهم و خيبة أملهم.

آخر المتبارزين كان راجل ما راتش العين أخيب منّو. أعور، أعرج، محدوب و جلدو مخرّبو الجدري. حالتو تكرب و هيتو تقرف. سؤلوه ثلاثة أسئلة كالمتبارين الكل. جاوب بالصحيح و زيادة. تحرجو جماعة اللجنة و غزرو لبعضهم. حارو كيفاش باش يقدمو هالسيد للملكة. ولاّو قرّرو باش يزيدو يسالوه فماش ما يغلط و هكاك يقصيوه و يرتاحو منو. لكن في كل مرة كان جوابو صحيح.

قام كبير المستشارين و جمع شجاعتو ما بين ايديه و دخل عالملكة و قاللها عل الحكاية بكلها. غزرتلو الملكة و قالتلو الي هي راضية باش تتزوج بهل النابغة بالرغم من الصفات الي هوا عليها. المملكة و مستقبلها يستوجبو التضحيات الي كيما هكّا.

أمرت خدامها باش ينظفولو و يلبسوه و يجيبهولها لبيتها. بعد ما تنفذت اوامرها وقف الراجل قدام الملكة الي باش تولي مرتو. تحدث معاها مشوار و من بعد طلب منها الاذن باش يلقي عليها سؤال. جاوبتو :

’أنت عاد طوّا محسوب راجلي. أسأل آش تحب من غير اذن’ .

مهمه في داخلو و قاللها : يا سعادة الملكة تنجّمشي تقلّي السبب الي خلاك ترضي باش تعرس بواحد كيفي انا ؟

قالتلو : شوف طوّا نحنا محسوبك عايلة وحدة و ما فماش علاش باش نكذب عليك و ألاّ نخبّي عليك. المسئلة و ما فيها هو اني الله غالب مبلية بغباء كبير. المستشارين متاعي نصحوني باش نعرّس بانسان ذكي هكاك ذريتنا تورث زيني و جمالي و ذكاك و دهاك.

سكت صاحبنا مهلة و من بعد قال للملكة : تعرف يا سيدتي الملكة أنا خايف لا ذريتنا تورث مني خيوبيتي و بشاعتي و منك بهامتك و غبائك...